عرض الحديث (54)
رابعا: حجية الحديث الضعيف سندا
ان الايات و الروايات مستفيضة - والتي تقدم ذكر
الكثير منها- بجواز العمل بالحديث الموافق للقران و السنة من دون اعتبار بسنده لا
يدع مجالا لاعتبار السند في تقييم الخبر وهذا ما يصدقه الكتاب باصالة تصديق المؤمن
و قاعدة اعتبار المصدقية و قاعدة الرد الى الله و الرسول ؛ قال تعالى (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ
أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ) وعن ابي
جعفر عليه السلام قال : يعني يصدق الله ويصدق المؤمنين، و عن ابي عبدالله عليه
السلام عليه السلام قال: يقول : يصدق الله ويصدق للمؤمنين. و عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال قال رسول الله ) صلى الله عليه و آله( إن الله (عز و جل ) خلق
المؤمن من عظمة جلاله و قدرته، فمن طعن عليه، أو رد عليه قوله، فقد رد على الله
(عز و جل ) و عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا اتهم المؤمن أخاه انماث
الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء
و قال تعالى (وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ) و
قال تعالى (وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا
مَعَهُمْ ) و قال تعالى (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ
الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ) و قال تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ) و قال تعالى (وَلَوْ رَدُّوهُ
إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) و قال ابو عبد الله عليه السلام :كل شئ مردود إلى
كتاب الله والسنة. وان كل ما استدل به على جواز رد الحديث الضعيف ليس
فيه دلالة لا من ايات ولا من روايات إضافة الى ان هذا المضمون لا يصدقه القران ولا
تصدقه السنة فلا يكون لظاهر ادلتهقوة احتجاج. وهنا نورد أربعين حديثا يدل صراحة او بالاطلاق
التام على حجيّة الحديث الضعيف اصطلاحا ان كان موافقا للقران و السنة و عدم اعتبار
المخالف لهما و ان كان سنده صحيحا. و المسألة من أصول العلم و العمل التي يعتبر
فيها العلم بالاتفاق، و مع انه يكفي فيها العلم العادي الا ان استفاضة النقل حجية
الحديث المحكم- اي الموافق للقران و السنة-
وان كان ضعيف السند موجب للعلم باقوى درجاته. هذا وان من احاديث الكتاب ما هو صحيح او معتبر
بحسب الاصطلاح وان كان التصحيح و الاعتبار السندي يوجب الظن لا العلم الا ان
استفاضة النقل تلك موجبة للعلم عرفا و عقلائيا وهو ما يعتبر في هذه المسألة
بالاتفاق وان كان الحقّ ان كل ما وافق القران و السنة مفيد للعلم و العمل وان
القران ناطق بالعمل بما يصدقه القران والسنة باطلاق. و هذه الاحاديث
بموافقتها القران و السنة الثابتة و تصديقها بها هي محكمة تفيد العلم و العمل و ما
خالفها يكون متشابها لا يعمل بظاهره، و الله المسدد.
الحديث الأول المحاسن: عنه عن علي بن الحكم عن
أبان بنعثمان عن عبد الله بن أبي يعفور قال علي و حدثني الحسين بن أبي العلاء أنه
حضر ابنأبي يعفور في هذا المجلس قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن اختلاف
الحديث يرويه من يثقبه و فيهم من لا يثق به فقال إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه له
شاهد من كتاب الله أومن قول رسول الله (صلى الله عليه و اله) و إلا فالذي جاءكم به
أولى به .
الحديث الثاني المحاسن : عنه عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن
زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال المسيح (عليه السلام) يا معشر الحواريين
ما يضركم من نتن القطران إذا أصابكم سراجه خذوا العلم ممن عنده و لا تنظروا إلى
عمله.
الحديث الثالث المحاسن: عنه عن محمد بن علي عن وهيب بن حفص عن
أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) و رواه أحمد بن أبي عبد الله عن الوشاء عن
علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إن كلمة الحكمة
لتكون في قلب المنافق فتجلجل حتى يخرجها.
الحديث الرابع المحاسن:
عنه عن محمد بن إسماعيل (بن بزيع) عن جعفر بن بشير عن أبي بصير عن أبي جعفر
(عليه السلام) أو عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لا تكذبوا الحديث إذا أتاكم
به مرجئي و لا قدري و لا حروري ينسبه إلينا فإنكم لاتدرون لعله شي ء من الحق فيكذب
الله فوق عرشه .
الحديث الخامس المحاسن عنه عن الحسين بن يزيد
النوفلي عنإسماعيل بن أبي زياد السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه
(عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه و اله) قال غريبتان كلمة حكمة من سفيه
فاقبلوها و كلمة سفه من حكيم فاغفروها.
الحديث السادس غيبة الطوسي: أبو محمد المحمدي، عن أبي الحسين
محمد بن الفضيل بن تمام، عن عبد الله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح رضي
الله عنه قال: سئل الشيخ - يعني أبا القاسم رضي الله عنه - عن كتب ابن أبي
الغراقر بعد ما ذم وخرجت فيه اللعنة فقيل
له: فكيف نعمل بكتبه وبيوتنا منها مليئ ؟
فقال: أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما وقد سئل عن كتب
بني فضال فقالوا: كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منها مليئ ؟ فقال عليه السلام: خذوا بما
رووا وذروا ما رأوا .