عرض الحديث (51)
ان الرد الى الله والرسول والى ولي الامر و الى
القران و السنة انما يكون باعتبار وجود المصدق
والشاهد، فيصدق الحديث وهذا هو جوهر العرض وهو مفاد كثير من الايات:
قال تعالى:
وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ ).
قال تعالى: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ.
أقول وفيه
اشعار بان من علامة الحق التصديق أي ان يكون
له مصدق من المعارف المعلومة.
قال تعالى: آَمِنُوا
بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ.
أقول لاحظ كيف عطف الامر بالايمان على التصديق ووجود
مصدق عندهم على ما اوجب الايمان به .
وهو يشعر ايضا بالملازمة
بين الحق و المصدقية و يجري فيه الكلام السابق.
هذه الاية هي تاسيس للاتساق و التناسق المعرفي
للمعارف الشرعية.
اقول ان هذه الايات تدل على ان المصدقية مما يساعد على
الاطمئنان و معرفة الحق وتمييزه ان لم نقل بانها توجب ذلك، و ان عدم المصدقية مما
يبعث على عدم الاطمئنان ان لم يمنعه. وان هذا الاصل بمعية الاصل السابق و الاصل
العقلائي بل الفطري من العرض و الرد في التمييز و الفرز يحقق نظاما معرفيا معلوما
و ثابتا ، هو مصدق وشاهد لحديث العرض. بل ان هذه الاصول بنفسها كافية في اثبات حجية العرض وكونه مميزا
للحديث الصحيح الحق من غيره ولو من دون الروايات الناصة على ذلك. وهل حديث العرض
في حقيقة الامر الا من فروع تطبيقات تلك الاصول ومصداق لها فهو ليس تأسيسا لمعرفة
مستقلة وهو ظاهر لكل متتبع.
ومن هنا يتبين جليا ان الموافقة التي في حديث
العرض يراد بها ان يكون له مصدق وشاهد واصل في القران والسنة وليس مطلق عدم
المخالفة وهذا هو الموافق لنصوص القران والموافق لحقيقة الاتصال المعرفي والاتساق
وعليه أحاديث نصت على ذلك. وهذا الشرط هو الكفيل فعلا باخراج الخبر من الظن الى
العلم.
هنا الفاظ حديث العرض المصدقة بما تقدم
عدة الاصول؛ الطوسي:
عنهم عليهم السلام: إذا جاءكم عنا حديث فاعرضوه على كتاب الله فان وافق كتاب الله
فخذوه وان خالفه فردوه أو فاضربوا به عرض الحائط.
التهذيب؛ الطوسي عن
النبي صلى الله عليه وآله وعن الائمة عليهم السلام انهم قالوا إذا جاء كم منا حديث
فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فاطرحوه أو ردوه علينا.
الاستبصار؛ الطوسي عنهم
(عليهم السلام) ما أتاكم عنا فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوا به
وما خالفه فاطرحوه.
التبيان؛ الطوسي عن رسول
الله صلى الله عليه واله انه قال ((اذا جاءكم عني حديث، فاعرضوه على كتاب الله،
فما وافق كتاب الله فاقبلوه، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط)).
مجمع البيان؛
الطبرسي قال قال النبي صلى الله عليه
واله: إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافقه فاقبلوه، وما خالفه
فاضربوا به عرض الحائط.
معارج الاصول؛ الحلي قال قال رسول الله صلى
الله عليه واله: " إذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله، فان وافق
فاقبلوه، والا فردوه ."
تفسير الرازي: عنه عليه
الصلاة والسلام : « إذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فان وافقه فاقبلوه
وإلا فردوه ».
تفسير اللباب؛ ابن عادل
قال عليه الصلاة والسلام : » إذا رُوِيَ عَنِّي حديثٌ فاعْرِضُوه على كِتَاب الله
تعالى، فإن وَافق ، فَاقْبَلُوه ، وإلا فَرُدُّوهُ «.
احكام القران؛
الجصاص عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه
واله انه قال{ مَا جَاءَكُمْ مِنِّي
فَاعْرِضُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ ، فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ
عَنِّي وَمَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَلَيْسَ عَنِّي .
احكام االقران: روي عن
النبي صلى الله عليه و اله ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله
فهو مني وما خالفه فليس مني.
الابانة الكبرى: عن سالم
، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : « ما جاءكم عني فاعرضوه على
كتاب الله ، فإن وافقه ، فأنا قلته ، وإن لم يوافقه فلم أقله » .
اصول السرخسي:. قال قال
صلوات الله عليه: تكثر الاحاديث لكم بعدي فإذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب
الله تعالى فما وافقه فاقبلوه واعلموا أنه مني، وما خالفه فردوه واعلموا أني منه
برئ.
اصول السرخسي: وقال
صلوات الله عليه: إذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله
فاقبلوه، وما خالف كتاب الله فردوه.
كشف الاسرار؛ عبد العزيز
البخاري عنهِ صلوات الله عليه { إذَا رُوِيَ لَكُمْ عَنِّي حَدِيثٌ فَاعْرِضُوهُ
عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فَمَا وَافَقَ فَاقْبَلُوهُ ، وَمَا خَالَفَ فَرُدُّوهُ }.
التوضيح على التنقيح ،
عبيد الله البخاري: عنه صلوات الله عليه قال{ يَكْثُرُ لَكُمْ الْأَحَادِيثُ مِنْ
بَعْدِي فَإِذَا رُوِيَ لَكُمْ عَنِّي حَدِيثٌ فَاعْرِضُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ
تَعَالَى فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَاقْبَلُوهُ ، وَمَا خَالَفَ فَرُدُّوهُ
}.
اصول الشاشي: قال صلوات
الله عليه ( تكثر لكم الأحاديث بعدي فإذا
روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق فاقبلوه وما خالف فردوه ) .
الانصاف؛ لابطليوسي: عنه
صلى الله عليه و اله (ان الأحاديث ستكثر بعدي كما كثرت عن الأنبياء قبلي فما جاءكم
عني فأعرضوه على كتاب الله تعالى فما وافق
كتاب الله فهو عني قلته أو لم لم أقله ).
جمع الجوامع للسيوطي : ستكون عنى رواة يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن
وافق القرآن فخذوها وإلا فدعوها (ابن عساكر عن على)
الطبراني: ثوبان أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال ( أعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا
قلته ).
الاحكام: قال رسول الله
صلى الله عليه واله: ( إذا روي عني حديث ، فاعرضوه على كتاب الله ، فما وافقه
فاقبلوه ، وما خالفه فردوه ) .
الافصاح، المفيد: عنه
عليه صلى الله عليه وآله في الاخبار حتى بلغه ذلك ، فقال " : كثرت الكذابة
علي فما أتاكم عني من حديث فاعرضوه على القرآن.